اعتبر عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المردة الدكتور شادي سعد أن موقف رئيس التيار في بكركي هو موقف واقعي ومنطقي،فحقوق المسيحيين تتأمن بإجتماع 3 عناصر،الأول قبول المسيحيين ببعضهم البعض، الثاني المناصفة الحقيقية، والثالث الاتفاق على الخطوط الاستراتيجية، ومن هنا السؤال الذي يطرح نفسه"ما علاقة حصول الرئيس وتياره على الثلث المعطل بحقوق المسيحيين"؟.
واشار سعد في حديث لـ"النشرة" الى أن حصة القوى المسيحية في الحكومة 15 وزيرا (حتى لو حصل تبادل طائفي تبقى الحصة 15 وزيرا)، فإذا كان الرئيس وتياره يريدون 11 وزيرا، "فهل من المنطقي والمعقول أن تتمثل سائر القوى والأحزاب المسيحية بـ4 وزراء فقط؟ هل من المنطقي أن يتمثل 29 نائبا بـ11 وزير و35 نائبا بـ4 وزراء؟" وسأل:"ليشرحوا لنا، هل الرئيس طرف وشريك لحزبه في الحكم أو مستقل؟ إذا كان طرفاً، فليكتفي بحصة حزبه وإذا كان مستقلاً فنحن كلنا من حصته".
وشدد سعد على أنه "ليس بالتهويل ولا بالشعبوية ولا بعبارة "ما خلونا"نحفظ المسيحيين"، معتبرا أنه"إذا كان الرئيس يريد ثلثاً ضامنا ليحفظ حق "مسيحي" فنحن قبله في هذه المعركة، خاصة أننا كمردة تاريخياً حافظنا على المسيحيين ولم نخترع حروبا ومعارك أدت الى قتل وتهجير مئات الالاف منهم". وقال:"اذا كان الرئيس يريد ثلثاً لحماية حلفائه في المقاومة، فالمقاومة تكمل له الثلث المعطّل. أما إذا أراد الثلث لحماية ملف مشترك مع المستقبل، فهم يكمّلون له العدد. لكن للأسف، الواضح أن الغاية من الثلث المعطل ليست لأسباب تتعلق بحقوق المسيحيين، ولا بأسباب تتعلق بالأمور العامة، بل تدخل ضمن حسابات ضيقة وشخصية، ولإستعمالها في القبض على حقوق المسيحيين وتعييناتهم من قبل فريق على حساب الآخرين".
ورأى سعد أن "الهجوم الهستيري الذي صدر عن نواب في التيار كما عن تلفزيونهم الرسمي حيث تعرضوا بالشخصي لرئيس تيار المردة، فهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على جنونٍ أصابهم نتيجة إفشال سليمان فرنجيه لمخطّطهم في بكركي"، لافتا الى ان"مستوى الكلام البذيء الذي صدر عن مسؤولين في التيار صحيح أنه يدلّ عن ضعف وعجز كبيرين إلا أنه مخيف ومحزن". وأضاف:"ما هذا الجنون؟ متى يرتقي البعض من قعر الشتائم والتجريح الشخصي؟ من قتل وجرح وهجر 100 الف مسيحي هو آخر من يسمح له تصنيف الناس بين مسيحي وتابع".
وتطرق سعد للملف الحكومي، فقال:"نعم، الأزمة الحكومية داخلية وهناك من يجاهر في مجالسه الخاصة أنه يعرقل كل حل لأنه يريد اغتنام الفرصة للقبض على زمام الأمور"، مشددا على ان"حماية المسيحيين لا تتأمن بالإلغاء والتحجيم والإستئثار. فالمسيحي بحاجة لدولة". وتساءل:"ماذا فعلتم بالقضاء؟ بالتربية؟ بالكهرباء؟ بالنفط؟ بالبيئة؟ لا شيء! هل سمع من في السلطة صرخة أكثر من 100 قاضٍ أسسوا نادي قضاة لأنهم سئموا التدخلات السياسيّة في عملهم وتشكيلاتهم وترقياتهم؟هل سمع من في السلطة عن المستوى التربوي الذي بلغته المدرسة الرسمية؟ دعم صمود المسيحيين يبدأ بدعم المدرسة الرسميّة. ماذا فعلوا للقطاع التربوي؟ لا شيء. العائلات المسيحيّة لا يمكنها تحمل أقساط المدارس فتبيع الأرض وتهجر قراها وتنتقل الى ضواحي البؤس في بيروت الشرقيّة أو الى عواصم العالم في هجرة نهائية. هل يسمع من في السلطة وجع الناس"؟. وشدد سعد على أن "أولويات الناس هي العيش الكريم وليس السياسة والحكومة والثلث والثلثين". وأضاف:"ماذا فعلوا بعد مرور ثلث العهد؟ هل يعلم الرئيس أنه كلما اجتمع 10 مسيحيين في مطعم او منزل او طريق لا يوجد بينهم أكثر من واحد يؤيّد العهد؟ فليخبروه الحقيقة. لقد تبدّلت الشعارات من "هزّ المسمار" الى "ما خلّونا".
وردا على سؤال عن اتساع الهوّة بين "المردة" و"الوطني الحر"، أشار سعد الى أن "الهوة مع التيار بدأت كخطّة مدروسة من قبل البعض لإبعاد الشارع العوني عن سليمان فرنجيه. اليوم مع طموح البعض للحصول على مركز هنا وعضوية لجنة هناك، على مقعد نيابي هنا أو وزارة هناك، أصبح شتمنا كسّيب وشيء يرضي موزع النّعَم". وقال:"ما يجهلونه أنهم باتوا أقليّة. صحيح أنّ صوتهم عالٍ ويطغى على صوت العقلاء بسبب المجال الذي فتحته مواقع التواصل الإجتماعي،بحيث بات ينظّر علينا الفارغ "صبح ومسا" إلا أنّ الأيام كفيلة بإنهاء هذه المرحلة السوداويّة. لو كان هناك نيّة لردم الهوّة لتطلّب الأمر 5 دقائق، لكن إسألوا عن الحسابات تعرفون الأسباب".
وأشار سعد الى أن لا امكانية اليوم لتقييم القمة العربية الاقتصاديّة قبل ظهور نتائجها، لافتا الى ان"إنخفاض مستوى التمثيل لدى العديد من الدول لا يعتبر إشارة إيجابيّة، وحضور رئيسي دولة فقط هو سابقة".